الطفل النابغة التونسي أمير الفهري، استطاع ببراءة وذكاء الأطفال تطويع التنمر الذي عاشه صغيرا بالمدارس العمومية في كتابه الجديد "التنمر.. أيام صعبة عاشها تلميذ" الصادر باللغة الفرنسية، وقد حمل رسالة إلى العالم بضرورة حماية الأطفال من الاضطهاد المدرسي وقسوة المدرسين.
قصة الكتاب تتحدث عن تلميذ اسمه "أليكس" لغته الأم ليست كلغة بقية التلاميذ الذين يعيش معهم، ولديه وجهة نظر مختلفة عن الحياة التي يعيش فيها، ويود أن يعبر عن رأيه ولا يصمت، ويقف ضد التنمر حتى لا يتعرض أي طفل للإيذاء.
عاش الفهري 12 عاما في تونس، أخفق خلالها في نشر أول كتبه "قصص مير"، لكن حياته اختلفت تماما بعد ذهابه إلى فرنسا التي أنصفته وساهمت في نشر كتابه وظهوره إلى النور، لينشر بعد ذلك في تونس.
الطفل التونسي (15 عاما) الذي حصل على 25 جائزة دولية في الأدب عن مجموعة كتبه باللغة الفرنسية "قصص مير"، عشر منها في المرحلة الابتدائية و15 في الثانوية، يرى أن حلم كل شخص أن يحصل على جائزة، لكن الحلم الأكبر أن يواصل بعد ذلك، فالجائزة ليست لها قيمة بالنسبة له، خاصة أن حلمه هو أن يتاح التعليم للأطفال اللاجئين في العالم.
ومن أبرز الجوائز التي حصل عليها الفهري حتى الآن جائزة الرواية الشبابية، والريشة الذهبية، وجائزة فنون وأحرف، وجائزة الطفل المبدع في فرنسا، وجائزة الیونسكو والألكسو، وجائزة الأديب الصغیر.
وفي رصيده كتابان أشهرهما "قصص مير"، لكنه الآن بصدد العمل على نشر أربعة كتب جديدة بلغات متنوعة، أبرزها كتابه الذي سينشر باللغة العربية من 160 صفحة تحت عنوان "ولكن دائما في السلام".
ولد الفهري بمدينة سوسة عام 2003، وهو ابن لطبيب صيدلي تونسي الجنسية ولمهندسة كهرباء عراقية الأصل، ويقيم حاليا في فرنسا، طلب منه مدرسوه ومدير مدرسته الثانوية اجتياز شهادة البكالوريا في عمر الـ15 عاما، وقد وافق على تخطي السنوات كما فعل في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، واختار دخول امتحان البكالوريا في مجال الطب خلال سبتمبرالمقبل.
ولا يرى أمير الفهري وجود تعارض بين كتابة القصص والطب، بل يعتبر أن هناك تشابها بينهما، فالطب يحمي حياة الناس ويعالجهم جسديا، والكتابة تعالج آلامهم نفسيا. كما يرى أنه لا توجد مهنة حقيقية في الحياة، الأمر المهم جدا هو الفكرة والهدف.