إن أكثر المشاكل الخاصة بصعوبات التعلم لدى الأطفال والتي تثير اهتمام الكثير من الآباء والأمهات هي مشكلة عسر أو اضطرابات القراءة.
يقول أستاذ الطب النفسي، الدكترو محمد المهدي، إن مشكلة عسر القراءة أو "الديسلكسي" (Dyslexie) يعاني منها عدد كبير من الأطفال أثناء تلقيهم التعليم الدراسي في بداية مراحله. ويجد هؤلاء الأطفا صعوبة كبيرة  في قراءة الكلمات أو معرفة الحروف. 

ما هي مشكلة عسر القراءة؟

الديسلكسي أو عسر القراءة وتصيب حوالي 1 إلى 8 % من الأطفال في سن المدرسة، حيث يكون لدى الطفل صعوبة شديدة جدا في قراءة الحروف والكلمات على الرغم من أنه عالى الذكاء ولديه مهارات عديدة ونشأ في بيئة طبيعية. ليس لهذه المشكلة أي علاقة بإصابة الطفل بأي مشكلة في المخ أو الإدراك أو ماشابه ذلك. هذه المشكلة في الأغلب مرتبطة بعامل صحي هو الذي يجعل الطفل يصاب بحالة اضطراب في القراءة، خاصة للأطفال في سن الحضانة، أو في سن الصف الأول الابتدائي.

أسباب اضطرابات القراءة

هناك بعض الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى إصابة الطفل بمشكلة اضطراب القراءة، من أبرزها عوامل صحية تؤثر على تفكير الطفل ومدى إدراكه. مثل وجود بعض الاضطرابات في الإدراك السمعي أو البصري، أو وجود مشكلة في اللغة أو الذاكرة. العوامل النفسية لها تأثير كبير، أيضا، بإصابة الطفل بالديسلكسي، كما أن العوامل الوراثية لها دور كبير جدا في إصابة الطفل ايضا بهذه المشكلة. أو وجود مشاكل فزيولوجية خاصة بتركيية العقل لدى الطفل.

أعراض عسر القراءة

هناك العديد من الأعراض التي تظهر على الطفل المصاب بمشكلة عسر القراءة. غالبا تلاحظها معلمة الطفل او المدرسة الخاصة به عندما تواجهها مشكلة في قراءة الطفل للكلمات والحروف. هناك بعض العلامات التي تظهر، ايضا، على الطفل قبل دخول المدرسة وهنا تلاحظها الأم وخلال السطور التالية سوف نتعرف على هذه العلامات:

• أعراض "الديسلكسي" قبل المدرسة

قد تظهر على الطفل الصغير في عمر الثلاث و الاربع سنوات؛ أي قبل التحاقه بروضة الاطفال، أعراض مشكلة الديسلكسي. تلاحظها الام عندما يواجه طفلها مشكلة تأخر الكلام، وصعوبة تعلم الاغاني الخاصة بالأطفال ونطق الكلمات الجديدة وتعلمها ببطء شديد. كذلك يجد الطفل صعوبة في ممارسة الألعاب التي تعلمه الكلمات والحروف، وفي تعلم الالوان.

•  أعراض عسر القراءة بعد المدرسة

بعد التحاق الطفل برياض الاطفالعد أو بالمدرسة، تبدأ مشكلة الديسلكسي بالظهور بشكل أكبر. إذ يصعب على الطفل وقتها الربط بين الكلمات والحروف عندما يقوم بالخلط بينهم و يصعب عليه رؤية التشابه والاختلاف. مثل الخلط بين حروف "ب/ت/ث" أو "ج/ح/خ"، كما أنه يخلط بين الكلمات ومعانيها أيضا مثل الخلط بين "قبل/ بعد"، "اليمين/ اليسار"، "فوق/ تحت"، وغيرها. وقد تلاحظ معلمة الطفل أيضا طريقه نطقه للحروف بالخطأ مع صعوبة التمييز بين الكلمات.

• أعراضها في سن البلوغ

الأطفال في سن المراهقة والبلوغ يواجهون مشكلة الديسلكسي أيضا. إذا لم تعالج المشكلة منذ الصغر قد تنمو وتطور مع الأطفال طوال مراحل الدراسة؛ حيث يواجه الاطفال صعوبة في تعلم اللغات الأجنبية وصعوبة تلخيص القصص، أو صعوبة حل المسائل الرياضية والمعدلات الكيميائية أو وجود عسر في التذكر والاستيعاب أو صعوبة اتباع أكثر من أمر في وقت واحد.

علاج  عسر القراءة

 
1- دور الأهل في العلاج
في البداية لابد وأن تتحلى الأم بصفة الصبر والهدوء لكي تساعد طفلها على العلاج من هذه المشكلة. يجب على الأم ان تشجع طفلها باستمرار على القراءة في كل مكان وفي كل وقت. 
كما يتعين عليها أن تساعده، ايضا، معنويا عن طريق اعطاءه فرص كثيرة ليطور مهاراته وقدراته العقلية وان تقدم له الهدايا عندنجاحه. على الأهل أن يتعاونوا مع المدرسة والمعلمين لكي يساهموا في علاج الطفل من الديسلكسي نظرا لان للطرفين دور هام في العلاج.

2- دور المدرسة 
للمدرسة دور كبير، أيضا، في علاج الأطفال الذين يعانون من مشكلة عسر القراءة. يتم ذلك من خلال تكثيف الدروس في تعلم اساسيات اللغة والتفريق بين الحروف والكلمات وطريقة هجائهم ونطقهم بطريقة صحيحة. من الضروري أن توفر المدرسة كذلك بيئة وأجواء هادئة تساعدهم على الاستيعاب والتعلم والابتعاد تماما عن كل ما يؤثر على انتباههم ويسبب لهم التشويش وعدم الإدراك. 
ومن واجب المدرسين، من جهتهم، أن يساعدوا الاطفال المصابين بعسر القراءة في تحفيزهم على القراءة وان يقوموا بكتابة الحروف والكلمات بخطوط عريضة وكبيرة لكي يستوعبها الطفل.

وإذا لاحظت استمرار هذه المشكلة لدى طفلك فيتعين التوجه إلى اخصائيي الطب النفسي وعلاج اضطرابات القراءة وصعوبات التعلم.