كلّ أمّ تدرك جيداً ذلك الشعور بالقلق الذي يسيطر عليها كلّ ما ارتفعت حرارة طفلها أو شعرت بعلامات المرض عليه، لتحاول جاهدة وبكلّ الطرق تخفيف وطأة الأعراض عنه، وتسريع إمتثاله إلى الشفاء. ولكنّ محاولاتك الحثيثة لفعل المستحيل قد لا تكون دائماً في مكانها، فالتسرّع في، هذا السياق، وعدم التأكّد من أي خطوة قبل القيام بها قد يكون له أثر معاكس، وحتّى كارثي!

هذا ما عايشته إحدى الأمّهات التي فُجعت بخسارة إبنها، فأرادت مشاركة قصّتها مع العالم لنشر التوعية؛ إذ أنّ طريقة علاج منزلي شائعة للغاية أودت بحياة طفلها إبن السنتين.
لاحظت الأم المكسيكيّة ارتفاع حرارة طفلها، فأرادت التدخّل في أسرع وقت لمنع تدهور حالته؛ لجأت إلى ما يعرف بالـVicks Vaporub، وهو مرهم ذو رائحة قويّة، يساعد على تخفيف الإحتقان والمساعدة في تقليص أعراض الحمى.
ظناً بأنّها توفّر له العلاج الوقائي الأفضل، طبّقت الأم على منطقة الصدر، الرقبة وتحت الأنف لدي طفلها القليل من هذا المرهم، وخلدت إلى النوم. ولكن عند استيقاظها، حصل ما لم يكن في الحسبان، إذ أنّ الطفل لم يعد يتنفّس. هرعت به إلى المستشفى، ولكن كلّ المساعي لإنعاشه باءت بالفشل، ليفارق الحياة وهو لم يكمل عامه الثاني.

العبرة من هذه القصّة الحزينة هي الحذر، ليس بالتحديد من مرهم فيكس المعروف بفوائده وقدرته العلاجية للكبار، بل من التعليمات الخاصة بكلّ دواء. فهذا النوع من المرهم لا يسمح باستعماله للأطفال دون عمر الثالثة. إذ يزيد استنشاق المواد المنبعثة من هذا المرهم من الإفرازات المخاطيّة داخل الرئتين لدى الأطفال الصغار، فيكون له الأثر المعاكس ويزيد من الإحتقان وحتّى الإلتهابات، مما يعرّض الطفل لخطر الاختناق.

وقد تمّ إثبات هذه النظرية من خلال دراسة أميركية في جامعة Wake Forest University، حيث تبيّن أنّ الـVicks Vaporub، وبالأخص مادّة الكافور الموجودة في تركيبته، قد تزيد من احتمال إصابة الأطفال دون الثالثة والرضع بإلتهابات حادّة في مجرى التنفس والرئتين، وتعرّض حياتهم للخطر.

لذلك، وقبل إستعمال أي دواء أو مستحضر على طفلك مهما كانت فئته العمرية، إحرصوا على قراءة الإرشادات جيّداً، وحتّى الاستعانة برأي طبيب الأطفال.