الانتحار.. آفـة وجدت طريقهـا في صفوف الشباب التونسي والظروف الاجتماعية أبرز أسبابها!

الانتحار.. آفـة وجدت طريقهـا في صفوف الشباب التونسي والظروف الاجتماعية أبرز أسبابها!

الانتحار.. آفـة وجدت طريقهـا في صفوف الشباب التونسي والظروف الاجتماعية أبرز أسبابها!

تفشت ظاهرة الانتحار في تونس خلال السنوات الأخيرة إلى درجة أنها أصبحت تنذر بخطر يتهدد المجتمع، خاصة بعدما انتشرت هذه الظاهرة في صفوف الشباب وحتى الأطفال الذين بات إقدامهم على اتخاذ مثل هذه الخطوة لوضع حد لحياتهم ينبئ بخلل أخلاقي واجتماعي يجب معالجته والتصدي له.
وتشهد الإحصائيات المتعلقة بحالات الانتحار في تونس ارتفاعا من سنة إلى أخرى، وفق ما يوثقه المرصد التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
وقد كشف تقرير للمرصد عن تسجيل 281 حالة انتحار ومحاولة انتحار، خلال السداسي الأول من سنة 2018.
و في هذا الصدد، أوضح رئيس المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية والاجتماعية مسعود الرمضاني، خلال مؤتمر صحفي انتظم يوم 8 سبتمبر، أن أكثر نسبة من الحالات المرصودة في عمليات الانتحار أو محاولة الانتحار، كانت بالأساس ذكورية بـ 205 حالات انتحار، مقابل 76 حالة انتحار في صفوف الإناث.
وأبرز المتحدث أن الفئة العمرية المتراوحة بين 26 و35 سنة، احتلت الصدارة في حالات الانتحار ومحاولات الانتحار.
من جهة ثانية كشف الرمضاني أنه تم تسجيل 6052 حالة من الاحتجاجات الاجتماعية، ملاحظا أن أكبر نسبة للاحتجاجات، سواء كانت فردية أو جماعية، شهدتها ولايات القيروان (829) وسيدي بوزيد (548) وتونس (554) وسوسة (288) وقابس (282).
ولفت رئيس المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية والاجتماعية، إلى أن ولايات تونس والقيروان وأريانة وبن عروس، تعد من "أكثر الولايات التي سجلت أعلى معدلات العنف بمختلف أنواعه، الجنسي والأسري والسياسي".
وأشار الرمضاني إلى أن حجم التحركات الإحتجاجية الاجتماعية المسجلة "كان متوقعا نظرا لعدة أسباب منها ارتفاع معدلات البطالة، لاسيما في صفوف الشباب و تراجع القدرة الشرائية وارتفاع أسعار المنتجات الاستهلاكية، وعدم جدية الحكومة في إصلاح الأوضاع الاجتماعية".
و اعتبرت الاختصاصية الاجتماعية، ريم السعيداني، انه "يمكن الربط بين أسباب الإقدام على الانتحار في ولاية القيروان وعوامل اقتصادية واجتماعية وعائلية".
و أوضحت في هذا الصدد أن "التهميش، وانتشار الفقر واليأس في صفوف الشباب من أهم أسباب الانتحار"، مضيفة أن كثيراً من المؤشرات تدعم تصدر القيروان باقي الولايات التونسية الأخرى في الانتحار، ومن هذه المؤشرات، بحسب المدير العام لمعهد الإحصاء، الهادي السعيدي، ارتفاع نسبة الأمية في القيروان إلى 35%، كما أن 30% من العائلات هناك لا تملك الماء الصالح للشراب، فضلاً عن ارتفاع نسبة الفقر إلى 34,9%، ويصل عدد العاطلين في الولاية إلى 26 ألف عاطل عن العمل من إجمالي 600 ألف نسمة هم قوام تعدادها السكاني، الأمر الذي يجعل القيروان من أقل الولايات التونسية تنمية والأكثر فقراً، كما يقول السعيدي .
وتظهر تقارير المرصد التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بالقيروان أنّ 7 حالات انتحار ومحاولات انتحار في 2017 كانت لأسباب اقتصادية، و5 حالات لأسباب اجتماعية و6 حالات لأسباب عائلية و4 حالات بسبب الدراسة، وفي عام 2016 كان الدافع الاقتصادي هو الأول لانتحار 9 أشخاص في القيروان، في حين وقعت 12 حالة لأسباب اجتماعية متنوعة و8 حالات لأسباب عائلية.

موقع "النهار نيوز" (بتصرف)
شارك: 
{{{"type":"anchor", "ring":"0", "page":"0"}}}
{{{"type":"anchor", "ring":"0", "page":"0"}}}