القيروان: النقل المدرسي يرهق الأبناء ويثير غضب الأولياء
عمد أهالي و متساكنو منطقة المصابحية التابعة لعمادة بوساري من معتمدية بوحجلة من ولااية القيروان،صباح الثلاثاء 2 أكتوبر، إلى احتجاز حافلة نقل مدرسي وطالبوا بنقل ابنائهم الى مدرسة الازدهار التي تبعد حوالي 3 كلم.
وأكد عبد الكريم مصباحي (ولي) للشروق ان اكثر من 35 تلميذا يتنقلون اكثر من 4 كلم من مدرسة الازدهار للوصول الى المحطة و ذلك على مستوى الطريق الرئيسية مضيفا ان شركة النقل اول السنة الدراسية كانت وعدتهم بإضافة خط للمنطقة الا انها تراجعت.
وللتذكير فان عديد الاحتجاجات شهدتها بوحجلة من اجل المطالبة بإضافة خطوط جديدة كخط السفاسفية والرماضنية واخرها المصابحية بسبب اهتراء الاسطول الذي يمثل 11 حافلة لقرابة 3آلاف مشترك فضلا عن النقص الفادح في الموارد البشرية رغم فتح وكالة بالجهة.
يبلغ عدد التلاميذ الذين يتنقلون على امتداد 5 كلومترات فما فوق حوالي 4500 تلميذ ينتمي اغلبهم الى اسر معوزة ومحدودة الدخل ويقطنون بمناطق بعيدة او نائية وبها مسالك ريفية غير مهيأة فضلا عن ضعف شبكة المسالك الريفية البعيدة واهتراء اسطول حافلات النقل المدرسي ( يتجاوز عمر الحافلات ببوحجلة مثلا 15سنة )وصعوبة تغطية وربط كل المناطق الريفية بفعل العوامل الجغرافية وعدم اقتران النقل المدرسي بزمن مدرسي مرن يراعي مصلحة المتعلمين.
دراسة حول النقل المدرسي
و بحسب دراسة صدرت الاسبوع الفارط عن رابطة حقوق الانسان فرع القيروان تناولت تلاميذ الاساسي والاعدادي والثانوي ، خلصت الى ان 72 %من المستجوبين غير راضين عن واقع النقل بالجهة وتبدو الانعكاسات السلبية اكثر وضوحا فيما يخص المتعلم الطرف الاكثر هشاشة في ظل تفاوت كبير بين الاوساط الحضرية والريفية في ظل تردي الاوضاع كليا بالمؤسسات الريفية خاصة بالمدارس الابتدائية مع ضعف واهتراء البنية التحتية وانعدام المرافق الاساسية وقد اكد 45 %من الاولياء ان عدم مواظبة وسائل النقل تؤثر سلبا على حضور ابنائهم في قاعة الدرس.
وقد اكد رضوان الفطناسي عضو برابطة حقوق الانسان فرع القيروان بناء على نتائج التقرير المذكور انه لا يمكن تجاهل مشاكل هذا القطاع في علاقته السببية والمباشرة بالمردود داخل الفصل وبالنتائج المدرسية ,واضاف ان المعطيات المتوفرة تظهر ان النقل المدرسي بالقيروان له انعكاسات على النتائج المدرسية للمتعلم عموما وعلى مردوده المدرسي خاصة .
واشار الفطناسي الى ان الخدمات لا ترتقي الى الضمانات الدنيا للمتعلمين في مؤسساتهم التربوية وهذا حق اساسي بالنظر الى دستور الجمهورية التونسية وبقية القواعد القانونية الضامنة لحقوق الطفل وحقوق التعلم .
وقد اكدت هند البراق رئيسة رابطة حقوق الانسان فرع الجهة ان القيروان تتذيل المراتب الاخيرة في النتائج المدرسية خاصة في المناظرات الوطنية باعتماد احصائيات رسمية حول شبكة الحافلات وشبكة النقل الريفي والقيام بعمل مسحي شمل 300 تلميذ و100 إطار تربوي و100 ولي من مختلف المعتمديات.
نقص فادح في الحافلات
وتعتبر الشركة الجهوية للنقل بالقيروان الناقل الرئيسي الاول بالولاية حيث توفر للنقل المدرسي 117حافلة تقدم 620 سفرة يوميا بأسطول مهترئ لا يفي بحاجة 24 الف مشترك بمسافات طويلة حيث تبلغ طول السفرات مثلا في معتمدية بوحجلة 2665 كلم وهي أكبر معتمدية، وفق ما اكده عبد العزيز الزائري ممثل عن الشركة الجهوية للنقل.
واضاف ان الحافلة تقوم بثلاث سفرات في ساعة واحدة حتى تفي بتعهداتها لحرفائها.
تذمر الأولياء والإطار التربوي
ويتفق الاولياء و الاطار التربوي على اهتراء اسطول النقل المستعمل وعدم توفيره لمستعمليه ظروف الراحة وان كانت هذه الاسباب تعود بالأساس الى الشركة لعدم وجود تصورات ورؤى استشرافية لتطوير المعدات فان عوامل اخرى خارجة عن نطاقها غذت هذه الوضعية المتردية على غرار تردي البنية التحتية التي لها علاقة مباشرة بالمردود المدرسي لما يمثله من ارهاق بدني ونفسي للتلميذ حيث يرى 46 %من التلاميذ ان ذلك يؤثر على مردودهم الدراسي داخل الفصل و19 %منهم يرون انه يؤثر علي المواظبة والحضور جراء التأخيرات وهذا ما يؤكده 58 % من الاطار التربوي و هو ما ينجر عنه غالبا الانقطاع المبكر عن التعليم بحسب الأخصائي التربوي هشام الحرباوي.
أرقام ودلالات
4500 تلميذ يتنقلون اكثر من 5 كلم .
117 حافلة تقدم 620سفرة يومياز
3 سفرات للحافلة الواحدة في الساعة ببوحجلة