تأثير العقاب على نفسية الطفل، ما البدائل؟

تأثير العقاب على نفسية الطفل

تأثير العقاب على نفسية الطفل، ما البدائل؟

يعرف الأطفال أنهم إذا كسروا القواعد، سيضطرون لتحمل النتائج السلبية المترتبة على ذلك. لكن العقاب لا يُعلّم الأطفال كيفية احترام هذه القواعد، ولا يُعلّمه أن يكونوا أشخاصًا مسؤولين يحترمون القواعد. أما التربية الإيجابية فتهدف إلى تعليم الأطفال السلوكيات الصحيحة، وكيف يمكن أن يُصبحوا أشخاصًا صالحين.
كذلك فالعقاب يجعل الأطفال يؤجلون السلوكيات غير الصحيحة لوقت آخر بسبب خوفهم، أو ليحظوا بالمكافآت، أو خوفًا على سلامتهم في حالة الإيذاء البدني.
أما التربية الإيجابية، فتحث الطفل على معرفة الفرق بين السلوك الصحيح والخطأ، وتنمي لديه حس المسؤولية والثقة بالنفس والقدرة على التمييز بين السلوكيات الصحيحة وغير الصحيحة.

ما بدائل العقاب؟

1. علمه أن لكل فعل ردة فعل:

لكل فعل ردة فعل أو نتيجة، ودور الآباء هو توضيح هذه النتيجة لتصرفات الأطفال أو كلماتهم، وآثارها على نفسيتهم وعلى الآخرين. ولكن من الضروري الانتباه للفارق بين النتيجة الطبيعية والنتيجة المصطنعة؛ فالنتيجة الطبيعية، تكون كالشعور بالألم نتيجة للسقوط من فوق السرير بعد تحذيرك له مرارًا وتكرارًا من عدم القفز من السرير إلى الكرسي المقابل له، وهي تختلف عن النتيجة المصطنعة التي تقررها مثل منع بعض الامتيازات بعد التحذير من فعل شيء ما أكثر من مرة.

مثال على النتائج الطبيعية:

  • لا تضرب أخاك، فهذا يؤلمه.
  • لا تسير في الحديقة بقدمين حافيتين، فقد تؤذي قدميك.
  • مثال على النتائج المصطنعة:
  • الحرمان من المصروف.
  • عدم الذهاب إلى النادي، مع إخبار الطفل بأن ذلك نتيجة لعدم طاعتك في شيء ما.

2. لا تستهن بمشاعره وعرّفه بها:

أخبر طفلك بأنه من الطبيعي أن يحس بمشاعر مثل الغضب أو الحزن أو الإحباط، فمن الشائع الاستهانة بمشاعر الأطفال وعدم الاكتراث لها. لكن من الأفضل أن تعلمه اسم ما يشعر به، وكيفية التعبير عنه، سواء بالرسم أو القفز لأعلى أو تغيير وضعه إن كان جالسًا فليقف أو واقفًا فيسير.
ولتشعر طفلك بأنك لا تستهين بمشاعره، حدثه كالآتي:

  • يبدو أنك تشعر بالإحباط، هل تريد مساعدتي؟
  • يبدو أنك حزين بالفعل، أشعر بالأسف لما حدث لك.

3. لا تبالغ في توقعاتك:

يجب أن يعي الوالدان أن ردود فعل الأطفال تتناسب مع أعمارهم، ولكن المجتمع يضع توقعات عالية للأطفال، فأحيانًا ما يكونون جائعين أو متعبين أو يشعرون بالضغط النفسي أو العصبي. لذا فمن المهم أن تكون التوقعات ملائمة لظروف كل طفل على حدة وليس وفقًا لما نعتقد أو نتوقع، فما تظنه عديم الأهمية قد يكون مهمًّا جدًّا لطفل ما.

مثال على ذلك:

  • إنها تبلغ ثلاثة أعوام، فهذا الأمر مهم لها.
  • إنه مرهق، يصعب عليه أن يعي ذلك الآن.

الطاعة العمياء ليست الهدف من التربية. الأهم من الطاعة العمياء تعزيز الشعور بالأمان لدى الأطفال وترسيخ القيم العليا لديهم وتنميو قدرتهم على تقدير الذات والاحترام، فلا تدع رغبتك في أن يطيعك ابنك تأتي على احترامك له وتعزيز ثقته بنفسه.

4. احترم استقلاليته:

يجب أن تعلم طفلك الاستقلالية واحترام حقوق نفسه واحترام الآخرين، مثلًا يجب أن يتعلم طفلك كيفية تقدير جسمه وأجسام الآخرين.

يمكن أن تقولي له على سبيل المثال:

  • لن أسمح لك بأن تؤذيني.
  • لن أسمح لك بأن تصرخ في وجه أخيك هكذا.
  • سلامتك وسلامة الآخرين تأتي على قائمة أولوياتك.

5. شاركه في قراراته:

شارك طفلك في اتخاذ ما يخصه من قرارات قدر الإمكان، ولا تخش من أن يستغلك طفلك أو يستغل هذه الميزة في فرض رأيه. فكلما منحت طفلك الحرية والمسؤولية أثناء التفاوض معك على أي شيء، سوف تزيد معرفته بكيفية اتخاذ القرار.

6. ثق به وتواصل معه: 

وأخيرًا والأهم ثق في طفلك، واحرص على التواصل معه دومًا. يحتاج الأطفال للاحترام والتقدير ولإنصات الآخرين لمشاعرهم.

احرص على التعامل مع مشاعر طفلك بذكاء وقدر ما يمر به من مواقف، وعلى التواصل معه قبل معاقبته وتصحيح سلوكه.

موقع "supermama" (بتصرف)
شارك: 
{{{"type":"anchor", "ring":"0", "page":"0"}}}
{{{"type":"anchor", "ring":"0", "page":"0"}}}