تأثير المشاكل العائلية على الطفل
تعاني أغلب الأسر، في بعض الأحيان، من المشاكل العائلية المختلفة، وأيًا كان سببها، غالبا ما يصعب إخفاءها عن الأطفال، حتى وإن كان الطفل داخل غرفته، عادة ما يستمع لتلك الخلافات والمشاحنات.
وتؤثر تلك المشاكل بمختلف أسبابها، سلبًا على الطفل، ويحتمل أن يلازمه ذلك التأثير السلبي طيلة حياته. فما هي تأثيرات المشاكل الأسرية السلبية على الأطفال وكيف يمكن تجنّبها:
نفسية مُعقدة
الخلافات المستمرة بين الأبوين وبعضهم أو الأبوين والطفل أو بين الطفل وأخوته كالصراخ والمعارك الكلامية وتحقير أحدهما للآخر ينتج عنها مشاكل نفسية عدة، فالطفل إن لم يجد الراحة والهدوء في منزلة يتجه إلى العنف أو إلى الانطواء والعزلة وغيرهم مما ينتج عنه عقد نفسية ومشاكل اجتماعية ونفسية كالاكتئاب والقلق تحتاج للعلاج.
تأخر دراسي
التوتر الذي يشعر به الطفل نتيجة المشاكل الأسرية يجعله مُشتت الذهن والانتباه غير قادرين على التركيز لعدم قدرته على حل المشكلات التي تواجهه بالمنزل، وقد أثبتت الدراسات أن 90 بالمائة من المتأخرون دراسيًا يعانون من المشاكل الأسرية، بالإضافة إلى انخفاض درجاتهم في المواد الدراسية خاصةً الرياضيات والقراءة، فهم أيضًا أكثر عدوانية ومثيرون الشغب والعنف لينتج عنه ارتفاع مستوى المشكلات التأديبية للطفل، وتباطؤ وظائفه الإدراكية.
اضطراب عاطفي وتوتر
قد لا يعتقد الكبار بأن للمشاكل الأسرية أثر نفسي على الأطفال كما يحدث للكبار من توترات وضغوط نفسية!! ولكن الطفل الذي يعيش في بيئة مضطربة غير مغلفة بالحب والود يلجأ إلى تفريغ الضغوط النفسية التي يشعر بها من خلال نوبات غصب أو صراخ أو تبول لا إرادي، ومن الممكن أن يصلوا إلى إيذاء أنفسهم أو من حولهم.
تأثيرات على المدى البعيد
قد يظهر في بادئ الأمر أن المشاكل الأسرية تأثيرها وقتي ولكنها في الواقع تؤثر على المدى البعيد، فالأطفال الذين عاشوا طفولة مليئة بالمشاكل الأسرية هم الأكثر عُرضة لإدمان المُخدرات والكحوليات وفعل الجرائم، وإن لم يحدث هذا ولا ذاك فإنهم غالبًا ما يفشلون في حياتهم الاجتماعية والعاطفية.
نصائح لتجنّب الخلافات أمام الطفل:
-
محاولة إخفاء المشاكل أمام الطفل قدر الإمكان.
-
احترام كلًا الزوجين للآخر خاصةً أمام الأطفال بالتالي سيحترمهم الأطفال بالإضافة إلى ترسيخ قواعد سليمة بداخل الطفل ونشأة طفل غير مُعقد نفسيًا.
- عدم إظهار علامات الغضب والتعصب بين الكبار في حضور الطفل.
- تجنب استخدام الضرب والألفاظ النابية من كلا الأبوين لبعضهم أو للأطفال.
- الحرص على تبسيط الأمور وحل المشاكل الأسرية بهدوء ودون ضغوط.
- الترفيه وتغيير الجو من فترة لأخرى مع الأسرة كاملة حتى يشعُر الطفل بالحب والألفة.
- يجب أن يشرك الأبوان الطفل في الحوار والرأي خاصة إذا كان في موضوع يخصه حتى يشعر بالاهتمام به.
- محاولة الأبوين فعل ما يمكنهما ليحظى أطفالهما بالمناخ الأسرى الدافئ والاستقرار النفسي.
- منح طفلك الإحساس بالأمان كالتحدث معه عن مشاكله ومخاوفه وتحسيسه أنك موجود لحمايته دائمًا.
- حاول دائمًا إظهار ودك وحبك لأطفالك بالاحتضان وحدثهم عن مدى أهميتهم بالنسبة لك، وقم بتخصيص بعض الوقت للاستماع الجيد والتحدث ومُشاركتهم بعض أنشطتهم.
- قم بوضع نظام وقواعد ليلتزم بها طفلك داخل المنزل وخارجه ليتعلم الانضباط والتغلب على أهوائه.
وأخيرا كن قدوة حسنة لأطفالك لأنهم دائمًا ما يرون في الوالدين المثل الأعلى فيسيرون على خطاهم في أبسط تفاصيل حياتهم.