تونس: 65% من ضحايا الاغتصاب أطفال

تونس: 65% من ضحايا الاغتصاب أطفال

تونس: 65% من ضحايا الاغتصاب أطفال

سجلت آخر الإحصاءات الصادرة عن وحدة الطب الشرعي التابعة لمستشفى شارل نيكول بالعاصمة، 800 حالة اغتصاب سنويا، 65 في المائة من الضحايا أطفال لم يتجاوزوا 18 سنة، و80 بالمائة منها إناث أي بمعدل 3 حالات اغتصاب يوميا.
أكد منصف وناس أستاذ مختص في علم الاجتماع، في تصريح لجريدة "الصباح الأسبوعي"، أن هذه الظاهرة انتشرت بعد 2011 في تونس بشكل لافت للانتباه بسبب حالة الانفلات.. واعتبر انه بتفسير الظاهرة وفهمها والوقوف على أسبابها يمكن معالجتها.
حيث ارجع أسباب ارتفاع نسب جرائم اغتصاب الأطفال وانتشارها إلى 5 عناصر رئيسية أولها ارتفاع وتيرة التعنس الذكوري والأنوثي في المجتمع التونسي.
وأشار، في هذا الإطار، إلى أن تونس سجلت أرقاما قياسية مقارنة بالمجتمعات العربية سواء القريبة أو البعيدة عنها من حيث أن متوسط عمر الشاب التونسي عند الزواج هو 40 و45 سنة، بينما الإناث بين 35 و40 سنة.
أما العنصر الثاني فقد أرجعه مختص علم الاجتماع إلى ارتفاع نسبة الطلاق، خاصة وان المجتمع التونسي يعد من اعلى نسب الطلاق في العالم جراء توتر الشخصية التونسية وجراء صعوبات المعيشة حسب تعبيره. وقال ليس خافيا على احد أن المجتمع التونسي يواجه صعوبات نفسية واجتماعية واقتصادية كبيرة جدا لم يعد قادرا على مواجهتها وعلى إشباع حاجياته جراء ارتفاع المعيشة وغلاء المواد الأساسية.
بينما ربط العنصر الثالث بالمجتمع التونسي الذي اعتبره ما يزال في جوهره وعمقه مجتمعا محافظا لا يسمح بالعلاقات خارج إطار الزوج الزوجية.. وقال على الرغم من وجودها وأهميتها فإنها تولد شعورا بالذنب وشعورا بالوصم والإقصاء. وبالتالي هناك لجوء إلى الأسلوب الغريب والشاذ والمتمثل في الاتصال بالأطفال.
السبب الرابع للاغتصاب يتمثل في وجود مشكلة نفسية عميقة لدى شريحة من أفراد المجتمع تتمثل في الإشباع الوهمي عن طريق ما نسميه بالجنس العنيف أو المعنف بمعنى أن هذه الشريحة لا تستطيع أن تتزوج بشكل عادي وتعيش تجربة جنسية في إطار الزواج لأنه لا يمكنها أن تحس بنوع من الإشباع الواهم إلا عن طريق الجنس العنيف.. وهذه ظاهرة موجودة في المجتمع التونسي وتعبر عن نفسها بين الفينة والأخرى الأمر الذي يدلل على مشكلة نفسية عميقة وعلى ضرورة فهم الظاهرة وعلى الاحتياط منها.
أما البعد الخامس والذي لم يتم التطرق إليه أو التباحث فيه أو وجود دراسات حوله في المجتمع التونسي، وفق الباحث في علم الاجتماع، فهو العنف المزدوج ويتمثل في عمليتين متكاملتين أولا اختطاف قصد التعنيف الجنسي أي الاغتصاب ثم القتل بحثا عن الكنوز واستخراجها من باطن الأرض، اعتقادا من هذه الفئة أن دم الطفل أو روحه تساعد على الوصول إلى بواطن الأرض واستخراج الكنوز.

موقع "tunivisions"(بتصرّف)
شارك: 
{{{"type":"anchor", "ring":"0", "page":"0"}}}
{{{"type":"anchor", "ring":"0", "page":"0"}}}