خشية سنة بيضاء: احتجاجات تلمذية تعمّ الجهات
شهدت العديد من المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية بمناطق مختلفة في تونس تحرّكات إحتجاجية للتلاميذ الذين عبّروا عن غضبهم من تواصل أزمة التعليم الثانوي واستمرار الغموض بشأن إجراء الإمتحانات من عدمه في ظلّ الخلافات بين وزارة التربية والجامعة العامة للتعليم الثانوي، من ناحية، وتهديد الطرف النقابي بمقاطعة إمتحانات الثلاثي الثاني بعد مقاطعة إمتحانات الثلاثي الأوّل، من ناحية أخرى.
في نابل أكّد المندوب الجهوي للتربية نجيب الخراز، وجود تحرك تلمذي بعدد من المعاهد والمدارس الثانوية انجر عنه تعطل الدروس.
كما توقّفت الدروس في ولاية سيدي بوزيد في عدد من المدارس الاعدادية و المعاهد الثانوية التي شهدت تحركات تلمذية.
وندد أولياء مصحوبون بأبنائهم التلاميذ الذين يدرسون بمختلف المعاهد الثانوية وإعدادات بمدينة بوحجلة من ولاية القيروان، خلال مسيرة جابت شوارع المدينة، بضبابية مستقبلهم الدراسي و تواصل الصراع القائم بين الجامعة العامة للتعليم الثانوي ووزارة التربية.
تعطلت الدروس اليوم، أيضا، بالمعهد الثانوي ابن الجزار وسط مدينة القيروان بعد امتناع التلاميذ عن الالتحاق بقاعات التدريس و المطالبة بضرورة توضيح الرؤية في ما يخص إجراء الامتحانات من عدمه.
وخرج تلاميذ المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية بمدينة قفصة وبعدد من معتمديات الولاية في مسيرات سلمية جابت الشوارع الرئيسية للمدينة. وتوجهت مسيرة بوسط المدينة نحو مقر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة رافعين خلالها شعارات ونداءات تدعو الحكومة ووزارة التربية إلى إيجاد حلول للخلاف الحاصل بين الوزارة وجامعة التعليم الثانوي مطالبين برغبتهم في إجراء الإمتحانات في أقرب وقت ممكن.
كما طالب تلاميذ كل من المدرسة الإعدادية حي الزهراء و المدرسة الثانوية حي الرياض بمدينة سوسة خلال وقفة احتجاجية أمام المندوبية الجهوية للتربية بضرورة إجراء الامتحانات والتوصل إلى اتفاق بين الطرفين الحكومي و النقابي وبالنأي بهم عن التجاذبات السياسية رافضين الالتحاق بأقسامهم إلى حين إيجاد حل للأزمة.
وفي ولاية توزر ندد أولياء وتلاميذ معاهد أبو القاسم الشابي والامتياز والنموذجي بتواصل الأزمة في قطاع التعليم الثانوي والتي كان التلاميذ ضحايا لها وفق تعبيرهم. وعبروا عن مخاوفهم من سنة بيضاء مطالبين الأساتذة والطرف النقابي بتغليب مصلحة التلاميذ.
تلاميذ يطالبون برحيل وزير التربية
وواصل تلاميذ المؤسسات الاعدادية والمعاهد الثانوية بولاية صفاقس تحركاتهم الاحتجاجية على تواصل ما يصفونه بتعنت الوزارة و مواصلتها سياسية اللامبالاة تجاه مستقبل التلاميذ ومصيرهم، في ظل تعطل اجراءات امتحانات الثلاثي الأول وتواصل الغموض حول مصير هذه السنة الدراسية مغذّية المخاوف من سنة بيضاء.
وتم رفع عديد الشعارات المنادية برحيل وزير التربية من قبل التلاميذ الذين عبّروا عن رفضهم أن يكونوا ''وقودا لحرب سياسية''.
تلاميذ النموذجي يحتجون أيضا
وخرج عدد من تلاميذ المعهد النموذجي ببنزرت في مسيرة جابوا خلالها شوارع المدينة، وتوقفوا أمام مقر الولاية رافعين شعارات تندّد بما وصفوه تضحية بالتلاميذ واستعمالهم كسلاح ضغط بيد النقابة، حسب تعبيرهم. كما طالبوا الوزارة بإيجاد حل لمطالب الاساتذة.
لا وجود لبوادر لإنفراج في الأزمة
ولم يجتز تلاميذ الإعدادي والثانوي في تونس امتحانات الثلاثي الأوّل بعد إعلان الأساتذة مقاطعتها بناء على خلافات مع وزارة الإشراف على خلفية مطالب مهنية. ولا تلوح في الأفق أي بوادر لحلّ الأزمة التي طال أمدها، في ظلّ رفض الوزارة الموافقة على تعميم التقاعد المبكّر للأساتذة والترفيع في قيمة المنحة الخصوصية إعتبارا للوضعية الصعبة للمالية العمومية وأزمة الصناديق الإجتماعية التي لا تتحمّل وضعيتها مصاريف إضافية بحسب ممثلي الحكومة، مقابل تمسّك الطرف النقابي بمطالبه وعدم التنازل عنها.