تناقلت بعض وسائل الإعلام، مؤخرا، خبر دخول مخدر "الزومبي" إلى تونس في الفترة الأخيرة، وذلك بعد تداول خبر حجز كميات من أنواع مختلفة من المخدرات في ميناء حلق الوادي، منها كمية من مخدر الزومبي.

وهذه هي المرة الأولى التي يحجز فيها هذا المخدر الذي لم يكن موجودا في تونس من قبل، لذلك نحاول أن نقدم للكم ولأبنائكم ، في هذا المقال، فكرة عن هذا المخدّر وتأثيره على متعاطيه ومخلفاته على صحته. 

فما هو مخدر الزومبي؟ 

مخدر"الزومبي" الذي يعرف أيضا بإسم "الفلاكا" أو "السوبر مان"  إسمه العلمي "ألفا بي في بي".
ظهر هذا المخدر و بدأت صناعته في الصين ثم انتشر استعماله حتى وصل، في العشرية الأخيرة، إلى الولايات المتحدة الأمريكية.  يعد الفلاكا من المخدرات رخيصة الثمن نسبيا، ويتكون هذا الأخير من مادة الكاثنين والتي تعتبر أقوى من الكوكايين بثلاث مرات.

وبحسب المعهد الأميركي المعني بدراسة المخدرات، فإن الفلاكا يأخذ شكل حبيبات بيضاء ذات رائحة كريهة.

آلية عمل الفلاكا تتلخص في زيادة إفراز مادة "الدوبامين" على مستوى العقل بجرعات كبيرة جدًا، و هي مادة مسؤولة عن نقل الإشارات العصبية في الجسم، كما أن الفلاكا يمنع الجسم من التخلص من الدوبامين الزائد فيزيد تركيزها بجرعات تفوق الوصف في المخ، مما ينتج عنه الشعور بالنشوة والهلوسة الشديدة والنشاط الحركي الزائد بصورة مفاجئة.

مخلفات تعاطيه

يسبب تعاطي مخدر "الزومبي" الشعور برغبة شديدة في الأعمال العدوانية، خاصة مع عدم وعي الشخص بما يفعله.  كما يتسبب هذا النوع من المخدر في ارتفاع درجة الحرارة بشدة لتصل إلى 40 درجة مئوية . ويسبب أيضا الهلوسة فيشعر المتعاطي وكأن هناك شخصا ما يلاحقه دائما ويرغب في الاعتداء عليه و يؤدي أحيانا للرغبة في الانتحار. 
تعطي الفلاكا شعورا كاذبا بالعظمة والقدرة الخارقة لدى الشخص المتعاطي، فيتقمص شخصيات غريبة ويتحدث بكلمات غير مفهومة بصوت عال. ويدفع هذا الإحساس الدائم بالخطر بالشخص المتعاطي إلى التهجم على من حوله و حتى إلى افتراسهم.

وقد تضاعف معدل انتشار هذا المخدر في السنوات الأخيرة بالولايات المتحدة الأمريكية فأصبح رائجا جدا في فلوريدا التي شهدت عدة حوادث تناقلتها وسائل الإعلام المحلية و الدولية لأشخاص في حالة من الهستيريا هذا و قد وصل استخدام هذا المخدر في السنة الماضية إلى منطقة الشرق الأوسط ثم مصر.
اتخذت معظم هذه الدول قرارات صارمة في ما يخص استهلاك و ترويج هذا المخدر و تعمل جاهدا على إبعاده خاصة على المراهقين و الشباب لا سيما أن طريقة الإقلاع عنه ليست بالأمر الهين، إذ يتعين توفير رعاية شديدة للمتعاطي و وضعه تحت الرقابة الطبية لمدة ليتم التأكد من اختفاء أعراض هذا المخدر التي عادة ما تكون مرفقة بالشعور بالخمول و الاكتئاب الشديد، ثم تعالج سلوكيات المتعاطي من خلال توفير علاج سلوكي معرفي وعلاج نفسي من طرف أطباء مختصين في علم النفس.