كم مرة حاولت إقناع طفلك بضرورة ترك ما يفعل لتناول طعامه؟ وكم مرة تطلب منه تنظيف غرفته أو جمع ألعابه؟ عدد كبير من الأطفال لديهم شخصيات عنيدة أو غير مبالية بما تريد منهم فعله خلال اليوم، فإلى جانب حرصنا على تربية طفل واثق بنفسه وله رأي خاص في الحياة، يجب أن يكون معتمدًا على نفسه وملتزمًا بالأمور الأساسية التي تحدث في يومه، مثل تنظيف غرفته وتناول طعامه وارتداء ملابسه... إلخ.

لماذا لا يستجيب طفلك لطلباتك من أول مرة؟

إجابة هذا السؤال لها جانبان مختلفان، الجانب الأول يعتمد على شخصية الطفل التي تحمل جزءًا من العند والتعمد، لكن هذا لن يكون مؤثرًا في حالة تعود الطفل على القيام بأمور حياته الأساسية، أما الجانب الأكبر والأكثر تأثيرًا، فهو عدم فهمك كيف يفكر طفلك في تلك اللحظة.
إذا دخلت مع طفلك حرب سلطة وفرض قوة في كل مرة تطلب منه فعلًا ما، لن يؤدي الأمر إلى الاستجابة بل إلى رغبته في إثبات ذاته واستقلاليته ورأيه وإن كان في الوقت العادي غير مهتم بذلك، وإذا اعتاد طفلك على أن يطلب منه الأب أو الأم الأمر أكثر من مرة فبالطبع لن يستجيب في المرة الأولى لأنه اعتاد ذلك.
من أهم أسباب عدم استجابة طفلك للأوامر، أيضًا، هي أنه يفعل في وقت طلبك نفسه شيئًا آخر يراه، من وجهة، نظره أكثر أهمية، تخيل أنك تريدين النهوض من أجل تنظيف المنزل ولكنك تشاهدين فيلمًا رائعًا، هل ستقومين لتنظيف المنزل دون أن تُكملي الفيلم؟ هذا ما يحدث مع طفلك تمامًا، إذا طلبت منه أمرًا ما في أثناء استمتاعه بنشاط آخر لن يستجيب، ولن يحب الاستجابة لكِ بعدها.

كيف تقنع طفلك بالاستجابة من المرة الأولى؟

الوصول لذلك ليس أمرًا سهلًا، سيستغرق الأمر بعض الوقت ليعتاد طفلك على ذلك ويتغير سلوكه، وهذا مرهون بصبرك وطريقتك في التعامل معه بحزم وتفهُّم في الوقت ذاته، إليك أهم الخطوات التي تمكّنك من الوصول لنهاية إيجابية مع طفلك:
1. تواصل معه

يمكنك إجراء محادثة كبيرة وناضجة مع طفلك بمجرد مرور أربع سنوات من عمره، اجلسي وتحدثي معه عن المشكلة: "أنا أرى أنك لا تنفذ ما أطلبه منك إلا بعد 4 أو 5 مرات، لماذا تفعل هذا؟".
وبعد إنهاء المحادثة أخبريه بأنكِ من تلك اللحظة ستطلبين منه الطلب مرة واحدة، وإن لم يستجب ستكون هناك عواقب لذلك. 
2.أوضح له نتائج فعله
لن تكون الطريقة ناجحة إذا أخبرت طفلك بأنه سيتحمل نتيجة عدم استجابته من المرة الأولى، دون أن تقول له بوضوح ما العواقب التي يتحملها نتيجة عدم الاستجابة.
حاول إخباره بوضوح بشأن العواقب السلبية التي يتحملها ويجب أن تكون مرتبطة بالأمر الذي طلبته منه، وكذلك الأمر بالنسبة للنتائج الإيجابية إن فعل ما هو مطلوب منه.
3. اترك له مساحة من الوقت 
عندما يطلب منك أحدهم فعل شيءٍ ما في الحال وفي اللحظة نفسها ستكون مُستاء ومن المحتمل ألا تقوم بتنفيذ الطلب في الوقت نفسه، لذلك امنح طفلك إطارًا زمنيًّا لكل طلب، على سبيل المثال: "عليك الانتهاء من ترتيب الغرفة قبل الساعة الرابعة"، وفي كل مرة ذكره بالنتيجة الإيجابية التي تعود عليه عندما ينتهي، واحرص على ألا تكون الحوافز مادية لكن في علاقة بأمور معنوية أو مادية لكن لها علاقة بالفعل.
4. ذكره بطلبك مرة واحدة
بعد الاتفاق مع طفلك على وقت محدد للقيام بالمهمة، ذكره مرة واحدة بما تبقى من الوقت الممنوح له، في البداية لن يستجيب، بمرور الوقت وتنفيذ فكرة العواقب والمهلة الممنوحة له، سيعرف أن لكل فعل عواقب واضحة ويستجيب بعدها، الأمر يحتاج إلى الصبر والهدوء والالتزام بالاتفاق.
5. اثبت على موقفك
الأطفال أذكياء للغاية، وفي البداية سيختبرك طفلك مرات عديدة، هل ستلتزم بتنفيذ العواقب والحوافز المتفق عليها أم لا؟ لذك يتعين على الوالدين أن يكونا حازمين وثابتين على موقفهما، مع ضرورة عدم التخلي عن أي كلمة أو وعد لهما أمامه في هذا الموقف أو غيره من المواقف المختلفة.
6. ركز على الغاية
في طريقك لتعويد طفلك عادة جديدة إيجابية تذكر أن الأمر لا يتعلق بالتفنن في اختيار العقوبات، أنت ترغب أن ينجح طفلك في تخطي الأمر لترتاح ويرتاح هو بعد ذلك في حياته، كلما تذكرت ذلك لن تعامله بطريقة سيئة.
وأخيرًا، لن تنال نتيجة جيدة إلا إذا تحليت بالصبر، وضي نفسك دائمًا مكان طفلك، وحاول أن تشعر بما يشعر به وتفكر بطريقته وشخصيته نفسها.