يعد الذهاب للمحضنة (حضانة) من الأمور التى تؤثر على نفسية الطفل، خاصة عندما يكون متعلقا بوالدته فهو يخشى المجتمع الجديد، ويشعر بالرغبة فى الهروب والعودة إلى المنزل، ويتظاهر بالرغبة المستمرة فى النوم مع عدم القدرة على الخروج من المنزل، وفى أوقات كثيرة قد يشعر الطفل ببعض الأعراض التى تقترب من المرض. ويرفض بعض الأطفال فكرة الذهاب إلى الحضانة، ويستاءون كثيراً من بداية اليوم، وبعضهم يبدأ في البكاء، ويمتنع عن التعامل مع الأطفال الآخرين.

 ويُرجع اخصّائيو علم النفس ذلك إلى حالة القلق التي تصيبهم. وتسمى تلك الحالة "قلق الانفصال"؛ وهو التعلق الشديد بالاهل، خاصة الام، وعدم الرغبة في تركها او الانفصال عنها او غيابها عن مكان وجوده ولو لبعض الوقت. وحينها يبدأ الطفل في البكاء من شدة الخوف ان تتركه أمه، وهو ما يحدث عادة في اول تجربة لترك الطفل وهو وقت دخول الحضانة. فالطفل يعتبر أن أمه هي مصدر الامان والحب والحنان، وفجأة يجد نفسه في عالم غريب ومع أشخاص غرباء، فتتملكه الشكوك وينتابه الخوف والحيرة. وتكثر في ذهنه التساؤلات: هل يحبني أحد في هذا المكان مثل أمي؟  هل سيضربني أحد ؟  هل سيأخذ اغراضي أحد؟
 وتحدث هذه الحالة نتيجة 4 اسباب، وعلى الوالدين تصنيف الطفل ضمن أي نوع منهم اولا حتى يحسنوا كيفية التعامل معه:

أولا: التكوين النفسي للطفل
 
فعادة هناك اطفال تكون تركيبتهم النفسية حساسة جدا ومتعلقين بوالديهم أو بأمهم إلى حد كبير، إذ يعتبرون أنها هي مصدر امانهم الوحيد. وهنا يجب، قبل وقت المحضنة بفترة، ان تعود الام الطفل بشكل تدريجي على غيابها فيمكن ان تصطحبه الى الجدة لقضاء بعض الوقت او تتركه عند احد اصدقائه . ويجب ان نخبر الطفل بأننا بجانبه وقت الحاجه الينا، فهذا من شأنه أن يبث الامان في قلبه .

ثانيا: الطفل خياله واسع 

وهنا يسرح الطفل بخياله في اشياء كثيره ليس لها أي اساس من الصحة مما يجعله يخشى الابتعاد عن اهله مثلا :

•  ماما لا تحبني ولهذا ستبعدني عنها.
•  أمي مشغولة عني لهذا تريد ان اتركها وشانها.
•  في الحضانة شيء يخيفني ويزعجني.
•  سيأتي الوحش ويأكلني...

وهنا يجب ان تتناقش الام مع طفلها ليخبرها بكل ما يدور في ذهنه وبمخاوفه، حتت تطمئنه انها مجرد افكار غير واقعية.

ثالثا: الطفل مدلل 

عندما يكون الطفل وحيدا نجد الاهل يهتمون به بشكل مبالغ فيه، لدرجة الحماية الزائدة. ومما لا شك فيه ان الحماية المفرطة تزرع الخوف في قلب الطفل وتجعله يظن أن أمه تحميه من كل شيء لان كل شيء يشكل خطرا عليه ويشعر ان الدنيا مليئة بالمخاطرالمحتملة، لذلك يجب الا يتركها لئلا يصيبه أي مكروه.

رابعا: المشاكل الأسرية 

ان كثرة النزاعات والمشاكل الأسرية امام الطفل، تزرع في قلبه الخوف وتفقده الشعور بالأمان، فإن كان باب يضرب ماما فكيف اضمن ان من اتعامل معه لن يضربني انا ايضا؟  ويظن الطفل ان العالم الخارجي هو صورة طبق الاصل مما يشاهده في المنزل من عنف وضرب واستبداد وصراخ وبكاء وهو ما يفقده الشعور بالأمان.

نصائح للتعامل مع رفض الطفل الذهاب للمحضة 

• تعويد الطفل على الذهاب للمحضنة والبدء بنصف ساعة فى اليوم إلى الوصول تدريجيا ليوم كامل.
• محاولة الحد من المشاكل التى قد تواجه الطفل في المحضنة، قدر الإمكان، حتى لا ينفر منها. 
• التحاور مع الطفل يوميا للوقوف على المشاكل والمخاوف التي يعاني منها. 
• عقب الانتهاء من اليوم فى الحضانة، يمكن اصطحاب الطفل لمكان يفضله حتى يشعر بالسعادة. 

طرق لتشجيع الطفل على الذهاب إلى المحضنة 

•  تنظيم أوقات نوم الطفل واستيقاظه، وتنظيم غذائه لمنحه الطاقة اللازمة لمواجهة القلق.

•  تحدث مع طفلك يومياً، وامنحه الوقت اللازم ليحدثك عن تفاصيل يومه حتى يتشجع على فعل أشياء مهمة تستحق أن يرويها لك.

•  اشكره على مشاركته لك تفاصيل يومه في الحضانة، وأظهر له اهتمامك بما يقول.
•  شجِّع طفلك على التعبير عن قلقه، وأخبره بأنه أمر طبيعي وغير مخجل حتى يتمكن من التخلص منه.
•  لا تتعامل مع طفلك بعصبية خلال أيامه الأولى من الدوام في الحضانة حتى لا تزيد من نسبة قلقه.
•  اسأل طفلك عن الصعوبات، أو المشكلات التي واجهها لتعزز ثقته في نفسه.
•  علِّم طفلك أن يفكر في طرق عملية لحل المشكلات.
•  شجِّعه على التعلم والتركيز على الأمور الإيجابية حتى يقل تركيزه على الأمور المقلقة.
•  اطلب من طفلك أن يعلِّمك بعضَ ما تعلمه خلال يومه الدراسي حتى يشعر بأهميته وبالحماس.
•  اسمح له باتخاذ بعض القرارات البسيطة الخاصة به؛ كاختيار ثيابه أو إعداد لمجته...  فهذا يعطيه شعوراً إيجابياً ويمنحه ثقة أكبر في النفس.