انطلق ظهر السبت 22 سبتمبر، مهرجان أيٌام قرطاج لفنون العرائس في دورته التأسيسية ويأتي هذا المهرجان الذي بادر وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين بالإستجابة للمشروع الذي قدٌمه عدد من العرائسيين التونسيين بعد أن تم تمتيع المركز الوطني لفن العرائس بالأستقلالية المالية والإدارية وتعيين السيدة منية المسعدي مديرة له والمسرحي حسّان السلاّمي كاتبا عاما وهو ما سيمكِّن إدارة المركز من حرية المبادرة والأنتاج والتوزيع ونشر ثقافة مسرح العرائس في الجهات الداخلية.
ولادة أيام قرطاج لفنون مسرح العرائس ستكون تتويجا لمسيرة طويلة لفن العرائس ومسرح الطفل بشكل عام أنطلقت منذ النصف الأوٌل للقرن العشرين وتواصلت خاصة بعد تأسيس فرقة مسرح العرائس بتونس وتعيين المرحوم رشاد المنٌاعي مديرا لها بعد عودته من أوروبا الشرقية وكانت وزارة الثقافة أواخر الستينات ومطلع السبعينات أرسلت عددا من الطلبة التونسيين الى أوروبا الشرقية لدراسة هذا اللون المسرحي نذكر منهم رشاد المنٌاعي ومنصف بالحاج يحي رحمهما الله ومنصف الكاتب وغيرهم وما لا يعلمه الكثيرون أن السينمائيين منصف ذويب والناصر خمير كانا من أوائل المسرحيين الذين قدٌموا أعمالا عرائسية وقد تعرّض الدكتور محمود الماجري في كتابه المرجعي حول مسرح العرائس الى سنوات التأسيس والفاعلين في هذه التجربة التي ستدخل طورا جديدا بتأسيس أيٌام قرطاج ومركز فن العرائس في صيغته الجديدة.
والملاحظ في هذا المهرجان الذي تديره حبيبة الجندوبي وهي واحدة من العرائسيين المكرسين أنٌه ولد كبيرا فهناك أعمالا مسرحية من عشرين دولة من الشرق والغرب منها دول لها باع في هذا المجال منها كندا والسويد وفرنسا وأزبكستان والجديد في المهرجان أن الجمهور لن يكون من الأطفال فقط بل من الكهول والناشئة فمسرح العرائس خلافا للصورة المتداولة ليس للأطفال فقط وقد قدَّمت مسرحيات كلاسيكية عن نصوص لموليير وشكسبير وراسين ولوركا وغيرهم في أعرق مسارح العالم وقد بدأ المسرحيون التونسيون يطرقون هذا المجال.
وعلى مدى أسبوع كامل ستكون تونس عاصمة لفنون العرائس.