إهمال دور الأب في التربية.. الطريق الأول لضياع الأطفال

إهمال دور الأب في التربية.. الطريق الأول لضياع الأطفال

إهمال دور الأب في التربية.. الطريق الأول لضياع الأطفال

لطالما ارتبط مفهوم التربية بوجود المرأة، فعندما نتحدث عن الطفل، نتحدث عن الأم مباشرة، دون أن نلقي الضوء على دور الأب في هذه التربية، وأهمية دوره في بناء شخصية الطفل. فقد يلقي على عاتق المرأة مسؤولية التربية كاملة، ليس فقط لأن الأب مشغول بتوفير لقمة العيش، بل قد يكون جهلاً منه بأهمية وجوده في مراحل تربية الطفل، وما يخصه في بناء شخصيته بشكل متوازن.

أهمية تواجد الأب في العائلة والمشاركة في تربية الأبناء:

الأطفال بحاجة لأن يشعروا بأن هنالك حماية ورعاية وإرشاد وتقويم تختلف عن ما توفره الأم، وبأن الأب هو الراعي الأساسي للأسرة.ه.
وتؤكد الدراسات التي أجريت حول أسباب فشل الأبناء في الدراسة والحياة العملية أو تزايد حالات الإدمان أو العنف أن أحد أهم الأسباب هو غياب دور الأب داخل الأسرة. فالأب هو مصدر السلطة في المنزل وبإمكان كل أب أن يتدارك ما فات من إهمال لأبناءه وانعدام المتابعة، بأن يبدأ بالاهتمام بهم ويحاول مصاحبتهم ومعرفة أفكارهم وميولاتهم وهواياتهم، ويحاول أن يساعدهم في حل مشاكلهم، ومعرفة أصدقائهم دون التدخل المباشر في اختيارهم، ويكون لهم الصديق المخلص المتواجد حتى ولو كان غائباً.
فإحساس الأبناء بوجود رادع لهم، يجعلهم على حذر من الوقوع بالخطأ، واقتراب الأب من أبنائه وتمضية الوقت الكافي معهم ومحاولة تفهم مشاكلهم وطلباتهم والنقاش معهم يعطيهم الثقة بالنفس، وبأن لديهم الصدر الحنون الذي يلجؤون له عندما يصعب عليهم حل مشاكلهم بأنفسهم، فيبعد بهذا عنهم شبح الضياع والتوهان وحل الأمور الصعبة بالطريقة الخاطئة والتي تؤدي بهم إلى طريق السوء.

نعم الأبناء بحاجة الأم ولكن في سن معين يحتاج الأبناء إلى الأب. وقد أجريت دراسة على 17,000 طفل في "جامعة أكسفورد" بإنقلترا توصلت إلى أن:

  • البنات اللاتي نشأن بين أم وأب كن أقل عرضة للأمراض النفسية في حياتهن المستقبلية.
  • الأولاد اللذين كانت علاقتهم جيدة مع آبائهم كانوا بعيدين عن مشاكل العنف والإجرام.
  • الأولاد اللذين كانوا قريبين من آبائهم لم يكن لديهم مشاكل عاطفية او نفسيه.
  • أيضاً حياتهم المستقبلية في الدراسة وغيرها كانت أكثر استقراراً.
  • تدخل الأب في تربية الأطفال منذ طفولتهم جعل التواصل معهم سهلاً في جميع مراحل العمر التالية.

وهذه النتائج أظهرت أن العلاقة السليمة والتربية الصحيحة بين الآباء والأبناء لا تتوقف فقط على تواجد الأب بل على مدى تواصل الأب مع أبنائه.

موقع "التربية" (بتصرف)
شارك: 
{{{"type":"anchor", "ring":"0", "page":"0"}}}
{{{"type":"anchor", "ring":"0", "page":"0"}}}