
المطالعة الصيفية :البحـــــــــر يصالحنـــــــا مـــــع الكتـــــــاب
شهد شاطئ المرسى منذ أسبوعين تدافع العديد من المصطافين على خيام المطالعة التي نصبتها المندوبية الجهوية للثقافة بولاية تونس في محاولة لترغيب المواطنين في مطالعة الكتب.
وكانت المفاجأة ان المصطافين لم يتوقفوا عند اكتشاف التظاهرة فحسب كما هو الحال في مثل هذه المناسبات، بل اقدموا على قراءة الكتب وعرض ملخصها للمنظمين .
وتعرف تونس شانها شأن العديد من الدول العربية، أدنى نسب المطالعة في العالم رغم مساعي الدولة في ابتكار شتى انواع الطرق لترغيب وتشجيع المواطنين على القراءة والمطالعة . وخلافا للمجتمعات الاخرى المعروفة بتقاليدها في المطالعة وقراءة الكتب خلال فصل الصيف ، مازال التونسي بعيدا عن مثل هذه العادات.
وقد شهدت مجموعة من الشواطئ التونسية خلال هذه الصائفة إقبالا كبيرا وخاصة من الأطفال على التظاهرات التي تشجع على القراءة والمطالعة، ولئن يصعب تقديم أرقام عن هذا الإقبال إلا أن هذه التظاهرات كانت إيجابية.
وانطلقت آخر التظاهرات الصيفية من مدينة الكاف، وذلك يوم الخميس 30 أوت الفارط وتتواصل إلى غاية يوم 04 سبتمبر الجاري، وتتضمن هذه التظاهرة تركيز نواة مكتبة أمام القاعة المغطاة بالكاف، بالإضافة إلى عروض تنشيطية وموسيقية وحصص مطالعة حرة ومطالعة إلكترونية وورشة يوغا المطالعة وعروض فداوي، إلى جانب توعية في الإسعافات الأولية والسلامة المرورية.
أما البداية فكانت مع مصيف الكتاب بشاطئ المرسى الذي نظمته المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية تونس في الفترة الممتدة من 19 إلى 28 جويلية 2018، وتضمن هذا المصيف برمجة متنوعة منها العروض المسرحية التفاعلية على غرار عرض "كتاب وحكايات" لحبيبة الجندوبي، وورشات في المطالعة والفسيفساء والمطالعة الموجهة والرسم ومسرحة القصة، وكتابة القصة وصناعة العرائس، وحتى في طي الورق...
3 آلاف كتاب للمصطافين في المرسى
مندوبية تونس نظمت أيضا يومي 13 و14 أوت الماضيين بالمرسى، تظاهرة بعنوان "مرسى القراءة.. مرسى الشعر"، تضمنت أمسية أدبية بعنوان "لهنّ الكلمة" بمشاركة الشاعرات سندس بكار وسلوى الرابحي والثريا رمضان وسميرة بنصر وزهرة حواشية... تنشيط الشاعرة أمامة الزاير مع مرافقة موسيقية على آلة القانون لصفاء عرعار.
كما تضمنت التظاهرة في يومها الأول مداخلة أدبية بعنوان "كليمة حلوة" قدّمها الكاتب والاعلامي الطاهر الفازع.
أما اليوم الثاني من التظاهرة، فخصص للقراءة من خلال فضاء مفتوح للقراءة وأسئلة حول الأدب التونسي وفي الثقافة العامة ومنح جوائز فورية تتمثل في توزيع ألف كتاب على المشاركين في التظاهرة، فضلا عن تنظيم منوعة تنشيطية للتشجيع على القراءة وورشة قراءة للأطفال والشباب، تم إثرها إسناد جائزة القارئ المتميز، وتنظيم حفل توقيع كتب وإصدارات جديدة بالتعاون مع المركز التونسي للكتاب، وتولى تنشيط التظاهرة الشاعر منير الوسلاتي.
الشواطئ الساحلية و"كتاب يحرس المتوسط"
ومن شاطئ المرسى إلى شاطئ الزوارع بباجة الذي احتضن في الفترة الممتدة من 21 إلى 29 جويلية 2018 مسابقة المهارات القرائية وحصة مطالعة حرة وسرد قصّة وورشات تحسيسية وتثقيفية ومسابقات ترفيهية وفكرية، وهذه الأنشطة شملت أيضا شاطئ الفالاز وذلك من 01 إلى 03 أوت 2018، بينما شهد شاطئ راس الديماس بالبقالطة من 14 إلى 17 أوت 2018 تنظيم تظاهرة كتاب يحرس المتوسط.
أما الوطن القبلي، فشهد عدة أنشطة متفرقة، وأهم تظاهرة التأمت من 09 إلى 13 أوت 2018 بشاطئ المحرصي، وتضمنت برمجتها حملة توعوية حول أهمية الكتاب والمطالعة ومسابقات ومباريات فكرية ومطالعة حرّة لجميع المصطافين وورشات تثقيفية.
وشهدت هذه الأنشطة التي تشجع على القراءة وتحفز على المطالع إقبالا كبيرا وخاصة من الأطفال، وفق ما أكده عدد من المشاركين فيها.
ألف طفل شارك في مصيف الكتاب بالمرسى
وفي هذا السياق أفاد المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بولاية تونس لسعد سعيد، أن مصيف الكتاب المرسى شهد إقبالا كبيرا من الأطفال وذلك بمعدل أكثر من مائة طفل يوميا، مشيرا إلى أن الإقبال على العروض المقدمة كان قياسيا، وشمل كل من في الشاطئ أثناء تقديم العروض.
وبخصوص تظاهرة "مرسى القراءة.. مرسى الشعر"، قال السيد لسعد سعيد، إن ردود الأفعال كانت إيجابية جدا بل إن المواطنين طلبوا التمديد في عدد أيام التظاهرة، على حد تعبيره، وعلق على هذا الطلب بالقول: "وزعنا في يومين 3 آلاف كتاب ، فلو نضيف أياما أخرى يلزمنا عدد كبير جدا من الكتب، وبصدق فاجأتنا ردود الأفعال والتدافع بين الناس للجلوس على الكراسي التي وضعناها أمام طاولات بكرنيش المرسى، للقراءة والإجابة عن الأسئلة الفورية التي تخص الكتب التي طالعها المشاركون".