هوس التفوق الدراسي لدى الأولياء حوّل التلميذ إلى ضحية

هوس التفوق الدراسي لدى الأولياء حوّل التلميذ إلى ضحية

هوس التفوق الدراسي لدى الأولياء حوّل التلميذ إلى ضحية

في ظاهرة انتشرت بكثرة بين الأسر التونسية، تحولت النتائج المدرسيّة للأطفال إلى هاجس يصيب أغلب الأولياء وخاصة منهم الأمهات حيث أصبحن يلهثن وراء تفوق أبنائهن في المدارس وإحرازهم لأعلى العلامات بل ويتنافسن في ذلك فيما بينهم. وتحولت المدارس من فضاء تعليمي وتربوي إلى ساحات للمصارعة على المرتبة الأولى.
وفي تصريح تلفزي، وصف المعالج السلوكي المختص في علم النفس التربوي مجد بن جبالية، هذه الظاهرة بأنها من أسوء الممارسات التي تُسلّط على الطفل وتجعله يعيش حالة كبيرة من الضغط النفسي والشدّ العصبي، خاصة إذا كان ذو إمكانات معرفيّة محدودة، وهكذا يكون الضحيّة الوحيدة في ظلّ هذه الحرب المحمومة.
ونبّه بن جبالية إلى أنّ تركيز الأولياء المبالغ فيه على تفوق الطفل، يمثّل خللا كبيرا في تكوينه الدراسي في المستقبل إذ يتمّ التركيز على النتيجة وإهمال التكوين المعرفي الصحيح الذي يؤدي حتما إلى تلك النتيجة، مؤكدا أن نجاح الطفل لا يتمثل في إحرازه على معدلات عالية مقارنة بزملائه، بل إن النجاح الحقيقي هو تكوين طفل متزّن قادر على البحث والتفكير المنطقي والتحليل.
وحذّر المختص النفسي من النتائج العكسية لهذا السلوك، خاصة في فترة الإمتحانات التي يحاصر فيها الأولياء أولادهم بعبارة "نحبك تجي الأوّل" (أريدك أن تحرز المرتبة الأولى) حيث يمكن للتلميذ أن يعجز تماما عن الإجابة بسبب الخوف من الفشل وخذلان والديه، وفي هذا الإطار قدّم بن جبالية 3 نصائح أساسيّة للأولياء:

  • الحرص على مرافقة الأبناء منذ الأيّام الأولى للدراسة من خلال المراجعة اليومية دون ضغط أو عصبيّة.
  • تعليم الطفل الإعتماد على النفس من خلال حثّه على إنجاز واجباته المدرسيّة بمفرده وعدم إنجازها بدلا عنه.
  • عدم تهويل الإمتحانات ومحاولة تبسيطها في ذهن الطفل قدر المستطاع والتركيز خاصة على كونها تقييما لمكتسباته في فترة زمنية محددة وليس تقييما لشخصه.
موقع "قرطاج+" (بتصرف)
شارك: 
{{{"type":"anchor", "ring":"0", "page":"0"}}}
{{{"type":"anchor", "ring":"0", "page":"0"}}}